قام وفد رفيع المستوى من الحكومة الألبانية الذي ترأسه رئيس الوزراء الألباني السيد أدي راما بزيارة رسمية إلى دولة الكويت استمرت لمدة يومين
والتقى السيد راما في هذه الزيارة مع رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، ومع ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، ومع غيرهما من الشخصيات القيادية في دولة الكويت.
وكانت الزيارة في غاية الأهمية لتعزيز العلاقات بين البلدين، كما أنها أعطت ثمارها المرجوة وحققت هدفها، إذ تم التوقيع على عدة إتفاقيات ثنائية بين البلدين في كل من القطاعات التالية: التعاون الاقتصادي، والتنمية المستدامة، والصحة، وتسهيل السفر بين البلدين دون قيود التأشيرات
وكان من ضمن الوفد المرافق لرئيس الوزراء الألباني أعضاء من إدارة جمعية الصداقة الألبانية-الكويتية، يمثلهم رئيس الجمعية السيد دريتان باشاكو، ومدير مجلس الإدارة السيد رنيس تيرشانا، والأمين العام للجمعية السيد أرفيس جيلو.
كما كان من ضمن الوفد الألباني مجموعة من أبرز المستثمرين الألبانيين، وكانت أهم المحطات لهذه الزيارة اللقاء التعريفي الذي جمع بين ممثلي جمعية الصداقة والمستثمرين الألبانيين وبين ممثلي غرفة تجارة وصناعة الكويت.
وعبر الأمين العام لجمعية الصداقة السيد أرفيس جيلو في كلمته عند هذا اللقاء عن الأهمية البالغة لتأسيس الجمعية، ثم ذكر بعض المجالات الواعدة للتعاون الثنائي بين البلدين، كما تطرق إلى المستقبل المزدهر للعلاقات بين البلدين الشقيقين، والتي كانت بدايتها قبل ما يقارب نصف قرن من الزمن، والآمال كبيرة أنها ستستمر في طريق التطور والتعزيز الدائمين.
- وعبر السيد جيلو في كلمته عن شكره وامتنانه لما لاقاه الوفد الألباني من الاستقبال الحار وحسن الضيافة من القيادة الحكيمة للشعب الكويتي الشقيق.
"بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله،
السادة الكرام، ممثلي غرفة تجارة وصناعة الكويت، يسرني أن أعبر لكم - ونيابة عن وفدنا - عن خالص شكرنا وبالغ امتناننا عن الاستقبال الحار وحسن الضيافة الذين لاقاهما وفدنا منكم وقد التمسنا ذلك في كل محطة من محطات زيارتنا، ولا شك أن الكرم وحسن الضيافة صفتان ليستا بغريبتين عن أمير دولة الكويت، وحكومة الكويت والشعب الكويتي أجمع."
- ثم ذكر السيد جيلو المراحل التاريخية لتطور العلاقات بين البلدين:
"ترجع بداية العلاقات الألبانية-الكويتية إلى عدة عقود مضت، أي ما يقارب نصف قرن من الزمن، وقد تميزت هذه العلاقات بالاحترام المتبادل والتعاون المثمر، و ومن أبرز الشواهد في هذا السياق وقوفنا الثابت مع الحق الكويتي وإدانة الغزو الغاشم الذي تعرضت له الكويت في بداية التسعينيات من القرن الماضي. ثم دخلت هذه العلاقات الأخوية مرحلة جديدة من النمو والازدهار بعد سقوط النظام الشيوعي في بلادنا، ولاسيما في عام 1993، وتتميز هذه المرحلة بزيادة المشاريع التنموية التي قام ويقوم بها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية، والحقيقة أن حكومتكم المباركة لم تتوقف قط عن دعم بلادنا في القضايا المصيرية التي نواجهها وغيرها. ومن أبرز الشواهد في هذا السياق يمكن أن نذكر اعتراف دولة الكويت بجمهورية كوسوفا (الألبانية المسلمة)، وقد كان لهذا الموقف المشَرِّف والشجاع صدىً طيب في الشارع الألباني، كما شجع الدول المجاورة وغيرها على الاعتراف باستقلال كوسوفا."
- وذكر السيد جيلو تأسيس جمعية الصداقة الألبانية-الكويتية مثالا على المساعي المشتركة لتعزيز وتطوير العلاقات الالبانية-الكويتية، ومن أعضاء الجمعية وشركائها شخصيات ألبانية وكويتية بارزة في مجال الإدارة والأعمال، وتهدف الجمعية بحكمها جمعية غير سياسية وغير ربحية إلى تجسيد التعاون المتبادل بين البلدين وزيادة حجم الاستثمارات في كل المجالات الواعدة مراعية في ذلك الأسس والقوانين المعمول بها في كل من الدولتين.
"وفي إطار سعينا لتعزيز التعاون بين البلدين على جميع المستويات قمنا بتأسيس "جمعية الصداقة الألبانية الكويتية"، لتكون الحجر الأساسي في انطلاقنا إلى ترجمة هذه العلاقات والصداقة إلى إنجازات ملموسة تُرضي الطرفين، آملين أن نعمل سوياً في مجالات ذات اهتمامات ومصالح مشتركة عدة، ولا سيما في مجالنا الرئيسي الذي جمعنا هنا اليوم، أ لا وهو التبادل التجاري والاقتصادي وهذا هو الهدف الرئيسي الذي وُجِدت من أجله جمعيتنا.
تعتبرجمعية الصداقة الألبانية الكويتية أول تمثيل ألباني كويتي غير سياسي وغير ربحي بين البلدين. ويتركز نشاطها على توفير البيئة المناسبة لتعزيز العلاقات بين ألبانيا والكويت في مختلف المجالات، لا سيما المجال الاقتصادي."
وقام رئيس جمعية الصداقة السيد باشاكو أثناء المحادثات الأخوية بتوجيه الانتباه إلى الفرص الكثيرة التي تقدمها ألبانيا للمستثمرين باعتبارها بلدا في طور النمو، كما أشار إلى حاجتها للدعم المالي واللوجستي بما يتفق مع المصالح المشتركة لكلا البلدين.
"تقدم ألبانيا فرصا كثيرة للتعاون في مجالات متنوعة بدءا من الزراعة، والصناعة، واستخراج وتصنيع المعادن، والطاقة والسياحة، كما يحتل الاقتصاد مرتبة بارزة للتعاون والعمل المشترك، ويوفر المناخ الألباني الظروف الملائمة لزراعة الفاكهة، والحمضيات، والأعشاب الطبية العطرية، وتعتبر ألبانيا هي المكان الأمثل لتربية الماشية.
تتمتع ألبانيا بثروات كبيرة فوق الأرض وتحتها، ويعتبر مجال استخراج وانتاج النفط من أبرز الفرص التي يمكن أن تضمن النجاح لكل استثمار جدي، وقياسا على النفط يحظى استخراج وتصنيع المعادن من تحت الأرض (الكروم، البيتومين والنيكل وغيرها) بأهمية بالغة.
والتعاون في مجال الطاقة والبيئة في غاية الأهمية أيضا، حيث إن في ألبانيا العديد من المصادر والفرص السانحة لإنتاج الطاقة النظيفة (الطاقة المائية).
وكذلك ينصح بالاستثمار في ألبانيا في إنشاء الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم أو الشركات الكبيرة، وذلك لأن القوى العاملة المحلية لا تتطلب نفقات عالية التكلفة، كما يمكن الاستفادة الكاملة من التسهيلات الضريبية التي تقدمها الحكومة للشركات التي تستثمر في ألبانيا وتلتزم بعقودها مع عملائهم.
يمكنك العثور والاستمتاع في ألبانيا بالسياحة الجبلية والسياحة التاريخية، والسياحة البحرية، وفي هذا الصدد كانت الأبواب مفتوحة دائمة ليس للسياح القادمين من جميع أنحاء العالم فقط ، بل وللاستثمارات الأجنبية التي تساهم في تحويل ألبانيا إلى مكان مشوق للزيارة.
وفي هذا الإطار، تحتاج ألبانيا إلى وضع رؤية واضحة، ومشاريع متوسطة الأجل وطويلة الأجل، فهي تتطلب استثمارات ذات الاهتمام المشترك والعمل المخلص لانجاحها. وما يبعث الأمل والحماس أن دولة صديقة أصغر حجما من ألبانيا شهدت هذه التطورات الهائلة في كل مجال من مجالات الحياة، ونعتقد جازمين أننا نستطيع العثور في هذا المكان على شريك على قدر عال من الجدارة والثقة لتحقيق التعاون الشامل بيننا."
ثم قام السيد جيلو بسرد المجالات الرئيسية للتعاون بين البلدين والأهداف التي وضعتها جمعية الصداقة لمسيرتها الواعدة:
"وجودنا هنا اليوم مع مجموعة من رجال الأعمال من مختلف القطاعات في ألبانيا هو دليل مقنع على نجاح مبادرتنا المشتركة، وإليكم بعض مجالات أنشطة جمعية الصداقة الألبانية - الكويتية:
- تعزيز وتطوير الموارد السياحية الألبانية ، والزراعة، والسياحة الزراعية، وأفكار المشاريع الواعدة في مجال الأعمال، وغيرها من المجالات الخصبة.
- تعزيز الاستثمارات الكويتية في ألبانيا.
- إقامة المعارض المختلفة في ألبانيا والكويت لتعزيز المنتجات والشركات من البلدين، فضلا عن تنشيط الحركة السياحية المتبادلة.
- تسهيل وتوفير المعلومات من أجل التعرف على الأماكن وفرص التعاون والاستثمار المتبادل.
- تبادل الخبرات بين المؤسسات الكويتية والألبانية وتدريبهم في مختلف المجالات مثل الزراعة، والتعليم، والسياحة، الخ.
- إنشاء صندوق لمساعدة الشركات الصغيرة الألبانية من خلال المنح الحكومية المالية المختلفة.
- كسب التأييد من الدولتين الألبانية والكويتية للاستثمار في مشاريع ذات مصلحة مشتركة ".
وفي نهاية كلمته، أكد السيد جيلو أن هذه الجمعية سوف تكون عاملا فعالا وذا تأثير متزايد في تحقيق التعاون الثنائي بين البلدين على أكمل وجه، وذلك باعتبار الإمكانات الفكرية والبشرية التي تمتلكها. ووفقا لما صرح به السيد جيلو يمثل اللقاء التعريفي الأول مع أعضاء غرفة تجارة وصناعة الكويت فرصة سانحة للانضمام إلى هذه الجمعية كشريك فعال لدعمها في مسيرتها الهادفة.
ونحيطكم علما أنه بالتعاون مع جمعية الصداقة الألبانية-الكويتية نضمن اتخاذ القرارات الصحيحة والناجحة لكل الذين يرون الاستثمار في ألبانيا بجدية، إذ إن لدينا مجموعة من الاستشاريين والخبراء من ذوي الخبرة في تقييم السوق والاستثمار والعقارات والرصد القانوني والمالي. وأغتنم هذه الفرصة لدعوتكم للانضمام الى هذه الجمعية المشتركة، والمساهمة في تحقيق أهدافها ".